مرض البهاق .. مرض قد يدمر صاحبه نفسيًا ما لا تعرفه عن مرض البهاق
كثير من الأفراد يتجهون إلى إجراء عمليات التجميل، لإحدى أجزاء أجسامهم بسبب عدم شعورهم بالرضا إتجاها، في ظل تواجد أشخاص يعانون من مرض البهاق الذي يجعل الفرد يمتلك كثير من البقع البيضاء في جسده ولا يمكن التخلص منها لذا في هذا الموضوع ستناول التعريف بمرض البهاق وما هي أنواعه وكيفية التعامل معه.
ما هو مرض البهاق
مرض البهاق هو مرض صبغي، مكتسب يحدث فيه تحطم وموت لخلايا الميلانين، وهي الخلايا المسئولة عن لون الجلد، وتحدث عملية التحطم ببطء مما ينتج عنه قلة أعداد خلايا الميلانين تدريجيًا، فينتج عنه فقدان صبغة الجلد، وتظهربقع بيضاء في الجسم، وتظهر هذه البقع في عدة أماكن بالجسم حسب نوع البهاق،وأكثر الأماكن ظهورًا لهاهي المناطق المعرضة من الجسم للشمس مثل اليدين، والقدمين، والذراعين، والوجه، والشفتين، وحول العين.
ما هي أعراض مرض البهاق
- فقدان لون الجلد الطبيعي.
- ظهور بقع بيضاء في الجلد، وتبدأ بالمناطق المعرضة للشمس أولًا ثم حسب نوع المرض ينتشر تدريجيًا.
- لا تقتصر الأعراض على الجلد فقط بل يصيب أيضًا الأغشية المخاطية للأنف و داخل الفم.
- الظهور المبكر للشعر الأبيض أو الرمادي في الرموش، أو الحاجبين، أو فروة الرأس، أو اللحية.
- يمكن للبهاق أن يأتي بصورة فقدان أو تغير في لون الطبقة الداخلية لمقلة العين.
مع العلم أن مرض البهاق يؤثر على الأشخاص باختلاف أنواع بشرتهم، ولكن لوحظ انتشاره بشكل أكبر بين الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.
تتميز هذه البقع البيضاء بعدة مميزات
- البقع ذات حواف محددة ومحدبة وشكلها دائري أو بيضاوي أو في صورة خطوط
- حجمها من ملليمترات إلى سنتيمترات.
- تزداد تدريجيًا في حجمها ولا يمكن التنبؤ بحدة المرض أو معدل الزيادة في حجمها.
- أما عن الفئة العمرية لا يصيب فئة عمرية معينة ولكن في الغالب بين عمر من 10 إلى 30.
أنواع مرض البهاق
1-البهاق الكلي
في هذا النوع تظهر البقع على أجزاء الجسم المختلفة بشكل متماثل،ويرتبط هذا النوع ارتباطًا وثيقًا بعلامات المناعة الذاتية أو الالتهابات مثل الوحمة الهالية والأجسام المضادة للغدة الدرقية.
2-البهاق الجزئي
يتميز هذا النوع بظهور بقعة بيضاء واحدة أو أكثر متبعة بخطوط نمو الخلايا الطبيعية بالجلد ويصيب هذا النوع الفئات العمرية الصغيرة، وتنتشر بشكل أسرع، ويستمر لمدة عام أو أثنين ويتوقف بعد ذلك، ولا يكون مصاحبًا لها أية أمراض مناعية أو أمراض الغدة الدرقية.
3-البهاق المحلي
تظهر البقع في هذا النوع في منطقة محددة ولكن لا تتبع توزيع البهاق القطعي
وينقسم إلى 3 أنواع
- البهاق الذي يصيب الأصابع البعيدة والمناطق المحيطة بالوجة.
- البهاق الذي تكون فيه البقع متناثرة وعلى شكل واسع.
- البهاق العالمي ويكون فيه فقدان للون الجلد بكامل الجسم.
أسباب مرض البهاق
تعددت النظريات والدراسات المفسرة لسبب الإصابة بمرض البهاق، وعلى الرغم من ذلك فلا يوجد سبب أكيد وراء هذا المرض، ولكن من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة به هي الضغوطات النفسية، والحوادث المأساوية، والمشاكل الاجتماعية والعاطفية كلها عوامل تؤثر في الإصابة بالبهاق وإليكم بعضها.
-
العامل الوراثي
تلعب العوامل الوراثية، والجينية، والتاريخ العائلي دورًا في الإصابة بمرض البهاق.
-
العامل البيئي
التعرض لحروق الشمس باستمرار، وبعض المواد الكيميائية يؤدي أحيانا إلى الإصابة بمرض البهاق.
-
نظرية اضطرابات المناعة الذاتية
هناك إرتباط بين مرضي البهاق و أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل مرض السكر من النوع الأول، ومرض الغدة الدرقية، مرض أديسون، ومرض الثعلبة…وغيرها من الأمراض.
-
النظرية العصبية
تتبنى هذه النظرية فكرة النواقل العصبية أو الكاتيكولامينات التي تفرز في نهايات الأعصاب الطرفية فتعمل على تثبيط عملية تصنيع الميلانين المسئولة عن (صبغة الجلد)، وذلك عن طريق تكسير خلايا الميلانين.
-
نظرية التحطيم الذاتي
وفي هذه النظرية تتحطم خلايا الميلانين ذاتيا ويقل عددها تدريجيا.
هل مرض البهاق معدي؟
بالطبع لا يمكن أن يكون معدي على الإطلاق لأن أسبابه إما مناعية أو جينية أو أسباب أخرى ليس لها علاقة بأي عدوى، لذلك علينا مراعاة شعور مريض البهاق وعدم النفور منه أو البعد عنه، بل علينا تصحيح المفاهيم الخاطئة بخصوص هذا المرض.
تشخيص مرض البهاق
يعتمد تشخيص البهاق على التاريخ الطبي والعائلي، وفحص الطبيب الفحص السريري، فيعتمد فيها على صفات البقع البيضاء وحجمها وعدة عوامل أخرى، ونظرًا لألتباس التشخيص والتشابه بين هذه البقع مع عدة أمراض أخرى، يلجأ الطبيب أحيانا إلى أخذ عينة من الجلد لفحصها ميكروسكوبيًا، فيظهر مرض البهاق لتصبغ البشرة، وغياب كامل لخلايا الميلانين، بالإضافة إلى ظهور بعض الخلايا الليمفاوية سطحيًا حول الأوعية الدموية، ويمكن للطبيب أيضا طلب بعض التحاليل لعلامات المناعة الذاتية، وصورة دم كاملة لفقر الدم.
الأضرار النفسية والجسدية لمرض البهاق
- يتسبب شكل البشرة لمريض البهاق في الضيق النفسي والاجتماعي.
- يتسبب أحيانا مرض البهاق في سرطان الجلد لذلك عليك الإهتمام وزيارة الطبيب.
- التهاب القزحية وفقدان السمع أحيانا.
علاج مرض البهاق
لكل مرض علاج، و يهدف علاج البهاق إلى توحيد واستعادة لون الجلد، ولا يمكن التنبؤ بنتائج هذه العلاجات،بالإضافة إلى آثارها الجانبية الخطيرة لذلك من الضروري استشارة الطبيب لاختيار العلاج المناسب ومن طرق العلاج ما يلي.
1-التأقلم والدعم النفسي
بالطبع يؤثر مرض البهاق على الحالة النفسية للفرد حيث يتسبب شكل البشرة لمرضى البهاق بالضغط النفسي والاجتماعي، والخجل، والحزن، لذلك من الضروري التواصل الجيد مع الطبيب المختص للتعرف على المرض بصورة أكثر ومعرفة خيارات العلاج المتاحة والمناسبة لحالتك، ومن أهم هذه النقاط
- أن البهاق لا يعد مرضًا معديًا.
- وعلاجه يحتاج لفترات طويلة.
- ولا يمكن أبدًا الشفاء منه.
ولكن الهدف الرئيسي هو التحسن واستعادة لون الجلد المصاب ومحاولة التحكم في المرض بقدر المستطاع.
التواصل مع طبيب نفسي ومجموعات دعم نفسية لمرضى البهاق وذلك حتى تستطيع ممارسة حياتك بصورة طبيعية.
2- تناول الأدوية
يصف الطبيب بعض الأدوية والعقاقير لعلاج مرض البهاق، ومن أهمها كريم واقي الشمس، الذي يُعد من الضروريات لمرضى البهاق وذلك لأن صبغة الميلانين تعد حاجز للوقاية من حرارة الشمس وأشعتها الضارة، فعند فقدان الميلانين يفقد الجلد هذا الحاجز ويصبح معرضًا بسهولة للإصابة بالحروق الشمسية التي تكون أكثر سوءًا في مرضى البهاق.
3-العلاج بالليزر
في بعض الحالات التي تكون فيها البقع محدودة ومستقرة يمكن استخدام الليزر في علاج البقع البيضاء والتخلص منها.
4-العلاج بالضوء
الأشعة فوق البنفسجية نوع بضيقة النطاق هذه الأشعة لها مميزات فهي العلاج الأكثر أمانًا، ولا تحتاج لأدوية السورالين لتكون أكثر فاعلية، والوحيدة المتاحة والفعالة لحالات بهاق جفن العين، وتعد الأكثر أمانا لحالات البهاق العامة في الأطفال، ويمكن استخدامه للحوامل، بالإضافة إلى عدم حدوث زيادة تصبغ كأثر جانبي لها
5-إزالة الصبغة
تستخدم فقط في حالة انتشار البهاق وعدم نجاح العلاجات الأخرى، ويتم ذلك عن طريق استخدام على المناطق الغير مصابة بهدف تفتيح لون الجلد الأصلي تدريجيًا لتمتزج مع المناطق والبقع متغيرة اللون، ويحتاج فترة تسعة أشهر أو أكثر، ولها عدة آثار جانبية كالاحمرار، والحكة الشديدة.
6-تطعيم الجلد
ويتم ذلك عن طريق إزالة الجلد ذو الصبغة الطبيعية ويرقع بها المناطق المصابة ومن آثارها الجانبية العدوى وفشل الترقيع وتحدوث هذه الحالة بكثرة مع مرضى الحروق.
7-زراعة خلايا الميلانين
وذلك عن طريق إزالة خلايا الميلانين وإتاحة لها النمو في المختبر ثم زرع الخلايا في المناطق المصابة من الجلد.
من العرض السابق نصل إلى أن مرض البهاق لا يمكن أن يُعالج تمامًا ولكن تهدف علاجاته إلى التحكم بالمرض قدر المستطاع ومحاولة استعادة صبغة الجلد، وبالتالي يحتاج إلى فترات علاج طويلة تصل إلى عدة شهور ولكن لا داعي للقلق فهناك استجابة للكثير من المرضى لطرق علاجه المختلفة.