أسمهان في ذكري مصرعها.. تعرف على حياتها والسر وراء موتها

أسمهان هي فنانة عائلتها هي عائلة درزية كريمة يعود نسبها إلى آل الأطرش في سوريا الذين كان فيهم رجال لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سوريا والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.

أسمها الحقيقي أمال الأطرش وأحد أشقائها فريد الأطرش، والذي كانت على وفاق تام معه وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي، ليلى مراد وغيرهن، هذه الفنانة هي أسمهان.

نشأة الفنانة أسمهان

ولدت في 25 نوفمبر 1912 على متن باخرة كانت تنقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين الوالد والسلطات التركية، وقد مرت العائلة في طريق عودتها من تركيا إلى بيروت ثم انتقلت إلى سوريا وتحديدًا إلى جبل الدروز بلد آل الأطرش.

واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي الأمير فهد في عام 1924، واضطرت والدتها الأميرة علياء على إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة عرينها في جبل الدروز في سوريا والتوجه بأولادها إلى مصر.

وفي القاهرة أقامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس والفقر، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها.

سبب انتقال اسم أمال إلى أسمهان

ظهرت مواهب أسمهان الغنائية والفنية مبكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مرددة أغاني أم كلثوم ومرددة أغاني محمد عبد الوهاب وشقيقها فريد.

في أحد الأيام استقبل فريد في المنزل، الملحن داوود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع أمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت أمال فأعجب داوود حسني بصوتها.

وحين انتهت قال لها: “كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالًا وصوتًا توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان” وهكذا أصبح اسم أمال الفني أسمهان.

ونقلًا عن محمد عبد الوهاب قوله في أسمهان، وكانت في السادسة عشرة: “إن أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأة ناضجة”. واسم أسمهان هو مأخوذ من الكلمة التركية من مقطعي اسم وهان المحرفة من كلمة خان وتعني الحاكم أو السلطان والجاه.

حياة أسمهان الاجتماعية

في سنة 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا لتمضي معه كأميرة للجبل مدة ست سنوات وانجبت كاميليا.

لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، ثم تزوجت من المخرج أحمد بدرخان عرفيًا خلال تصوير “انتصار الشباب” وانتهي سريعًا بالطلاق، ثم تزوجت من المذيع المصري أحمد سالم والتي كان بينهما مشاكل.

حياة أسمهان الفنية

شاركت أسمهان عام 1931 مع فريد الأطرش الغناء في صالة ماري منصور بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وبدأ نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها يفتن الأسماع ويغزو القلوب.

وفتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت سنة 1941 في أول أفلامها “انتصار الشباب” إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغاني الفيلم.

وفي سنة 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.

وقد سبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم يوم سعيد، وشاركت محمد عبد الوهاب الغناء في “أوبريت” مجنون ليلى، كما سجلت أغنية “محلاها عيشة الفلاح” في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبد الوهاب الذي سجلها بصوته فيما بعد، كذلك سجلت أغنية “ليت للبراق عينًا” في فيلم “ليلى بنت الصحراء”.

عرف عن أسمهان أنها لم تحصر تعاملها مع ملحن واحد مهما كان شأنه فتعددت أسماء الملحنين الذين غنّت لهم ألحان خالدة أمثال: محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي، محمد القصبجي، فريد الأطرش، داوود حسني.

تعددت كذلك أسماء الشعراء، نذكر منهم: أحمد رامي، يوسف بدروس، الأخطل الصغير، مأمون الشناوي، بديع خيري، بيرم التونسي.

حقيقة اتهامها بالجاسوسية

أثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع الاستخبارات البريطانية حيث تم أول لقاء بينها مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط جرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء.

وكتبت جريدة الحديث البيروتية صباح 29 سبتمبر 1941: “الأميرة آمال الأطرش استعانت بالله وقررت تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع لتوزيع الطحين على الفقراء مجانًا”.

في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية وذلك عن طريق إقناعها لزعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية.

ومن هنا تخلوا عنها البريطانيين وقطعوا عنها المال لتأكدهم من إنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا.

ويقال أنها بدأت ترفض طلباتهم حيث وجدت نفسها ستدخل سلسلة لا تنتهي من المهام، وتوجب عليها أن تكون الفنانة التي لا تريد أن توقع نفسها في هذا الشرك.

سبب وفاتها

في الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم “غرام وانتقام” استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبى بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك.

فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها “ماري قلادة”، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة.

فانحرفت وسقطت في ترعة الساحل بمدينة طلخا، حيث لقت مع صديقتها حتفهما عن عمر ناهز 32 سنة، أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى، وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب.

لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو كل من المخابرات البريطانية، زوجها الأول حسن الأطرش، زوجها الثالث أحمد سالم، أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش.

وهناك أقاويل أن قبل موتها بأربع سنوات كانت تمر في المكان نفسه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري (غير مجدٍ) التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد، وكانت تتمرن على أدائها استعدادًا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة.

وقالت للصحافي محمد التابعي رئيس تحرير مجلة “آخر ساعة” والذي كان يرافقها: “كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة”.

أغاني أسمهان

يا ليالي البشر، أين الليالي، كنت الأماني، نويت أداري آلامي، دخلت مرة في جنينة، أيها النائم، إسقنيه، ليت للبراق عينا، كلمة يا نور العيون، يا نار فؤادي، أهوى، رجعت لك، فرق ما بينا ليه الزمان، يا ديرتي مالك علينا لوم، عاهدني يا قلبي، يللي هواك شاغل بالي، كان لي أمل، في يوم ما شوفك راضية عني، إيمتى حتعرف، أنا اللي استاهل كل اللي يجرى لي.

اضف تعليق