قصر الزعفران جامعة عين شمس.. حكاية لم تعرفها من قبل
منة هاني
يقع قصر الزعفران في حي العباسية في القاهرة وبني على الطراز قصر فرساي في فرنسا.
تاريخ قصر الزعفران ونشأته
تم بناؤه على انقاض “قصر الحصوة” حيث إن الخديوي إسماعيل عهد إلى مهندس بتصميم هذا القصر والإشراف على بنائه واشتراط عليه أن يبني القصر على غرار قصر فرساي في فرنسا الذي قضى الخديوي فيه فترة تعليمه وطلب الخديوي بنقش الأحرف الأولى من اسمه وشكل تاجه الخاص على بوابة القصر الحديدية، ومداخل القاعات، والغرف ثم اهدى القصر إلى والدته المريضة “خوشيار” لتقيم فيه استشفائها من المرض ويقال إن إسماعيل أمر وقتها بزراعة حديقة حول القصر وكانت مساحتها 100 فدان بنبات الزعفران وهذا هو السبب في تسمية هذا القصر بهذا الاسم.
مكونات قصر الزعفران
يتكون القصر من ثلاثة طوابق رئيسية إلى جانب طابق تحت الأرض وكان حينئذ يضم المطابخ والمغاسل ويقول أحد الخبراء إن الطابق الأول كان مخصصا للاستقبال حيث يضم القاعة الرئيسية إلى اليسار من باب الدخول وإلى جوارها قاعتان أخرتان وتقع حجرة المائدة إلى اليمين وهي تسع نحو 49 شخصا.
القصر من الداخل
ينفرد القصر من الداخل بمجموعة من العناصر الزخرافية النادرة فضلا عن معماره الذي لايوجد له مثيل ويتحلى بسلم كبير مصنوع من النحاس وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي ويقول خبراء الآثار إنه يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس، وسقف القصر تحفة فنية حيث إنه عبارة عن زجاج بلوري معشق بالرصاص تم طلاؤه بألوان زاهية تعكس على السلم ألوان السماء في مختلف حالاتها، كما يضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة ذات الطراز اليوناني الروماني من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة، ويضم الطابق الثاني للقصر ثماني غرف نوم كل غرفة بها صالون وحمام كبير تركي مصنوع من الرخام وحوائط الحجرات مزينة بأشكال الورد والزهور الملونة إضافة إلى التذهب بالذهب الفرنسي.
سوء أحوال القصر في عهد توفيق
خصص القصر للضباط الإنجليز في عهد الخديوي توفيق والذين استخدموه أسوء إستخدام لمدة 5 سنوات، ثم طلب منهم الأمير حسين كامل دفع إيجار شهري قدره 50 جنيه عن كل شهر استخدموه فيه ومع استمرار دفع الإيجار شهريا، ولكن الجنرال “إستفانسون” قائد قوات الجيش الإنجليزي في مصر أنذاك طلب استشارة حكومة بلاده وبعدها ترك السراي في أواخر سبتمبر 1887 م إلا أنه لاتوجد وثائق تؤكد سدادهم مبلغ الإيجار الذي طلبه الأمير حسين كامل، وفي عهد فؤاد الأول الذي تولي حكم مصر عام 1917 م قررت الحكومة ترميم السراي وتجديدها حتى تصبح دارا للضيافة ينزل بها من يفد إلى مصر من ملوك وأمراء وبعد ذلك صدر أمر بإنشاء مدرسة ثانوية في القصر عرفت باسم مدرسة فؤاد الأول ثم تم نقلهاإلى المبنى المخصص لها بحي العباسية، وتم توقيع معاهدة 1936 م بين مصر وإنجلترا وما زالت المائدة التي تم توقيع المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسي المذهبة، أنشد حافظ إبراهيم قصيدة تصف قصر الزعفران حيث قال:
أقصر الزعفران لأنت القصر.. خليق أن يتهدى على النجوم
كلا يهديك للأجيال فخر.. وزهور للحديث وللقديم
ترى بالأمس فيك علا.. ومجد وأنت اليوم مثوى للعلوم.
مصير قصر الزعفران حاليا
وتم تخصيص قصر الزعفران ليكون مقرا لجامعة إبراهيم باشا سابقا جامعة عين شمس حاليا وعند إنشائها كانت تشغل كلية الحقوق الطابق الأول والآداب وملحق إدارة الجامعة وغيرها من المباني الجامعية في المساحة المحيطة بالقصر وحاليا أصبحت تشغله إدارة الجامعة فقط، وتم تسجيل قصر الزعفران ضمن الآثار الإسلامية باعتباره أثرا تاريخيا شهد وقائع تاريخ مصر الحديث والمعاصر واهتمت جامعة عين شمس بترميم هذا الأثر العظيم بالتعاون مع هيئة الآثار المصرية.