ثقب الأوزون يتعافى.. الأرض تتنفس من جديد بفضل كورونا
منة الله إبراهيم
كوكب الأرض هو المستفيد الأول من فيروس كورونا، هذا ما أثبتته الدراسات والأبحاث في الفترة الأخيرة، فتلك الجائحة منحت الطبيعة هدنة من التلوث الذي سببه البشر.
وفق تقرير أصدرته شبكة CNN الأمريكية، فإن الإجراءات المُتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد ساهمت بشكل كبير في التقليل من حدة التلوث المنتشر في الأرض، فإغلاق المصانع ووقف حركة الطيران وتقليل حركة السيارات أدى بدوره إلى انخفاض العوادم المنبعثة التي كانت تضر بصحة الأرض.
طبقًا لصور الأقمار الصناعية التي أصدرتها ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، ظهر أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد النيتروچين الذي تتسبب فيه الحافلات ومفاعلات الطاقة والمنشآت الصناعية في مدن صينية كبرى بين يناير وفبراير قد انخفض انخفاضًا حادًا كما أظهرت أيضًا أن السحابة المرئية من الغازات السامة التي كانت تحلق فوق المناطق الصناعية قد اختفت، والفضل في ذلك يعود إلى الحظر الذي تم فرضه في الصين.
وعلق “في ليو”، الباحث فى جودة الهواء بمركز رحلات الفضاء بناسا، قائلا إن هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها هذا التراجع الكبير على منطقة واسعة كالصين.
وتضيف CNN أن هذا حدث أيضًا مع ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود والفحم، ففي الفترة من الثالث من فبراير حتى الأول من مارس، انخفضت انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بنسبة 25% بسبب إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا.
ومن أهم مظاهر تنفس الأرض من جديد حسبما أصدرت صفحة “إريثلي” على انستجرام هو استمرار طبقة الأوزون في التعافي وقدرتها على التعافي بشكل كامل، فبعد توقف الأنشطة برًا وبحرًا وجوًا، أظهرت دراسة حديثة أن طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية بدأت في التعافي والتئام الثقب، وظهر تعافي الأوزون في التغيرات الجوية حيث تدفق الهواء فوق سطح الأرض مسببًا الرياح التي تشهدها بعض البلدان حاليًا، بحسب ما نشر موقع newscientist.
وبالانتقال إلى أستراليا نجد أنها بدأت في التعافي أخيرا، كما بدأت الكوالا تعود إلى الطبيعة مرة أخرى بعد الحرائق، فبعد الوضع المحزن بدأت الأمور تستقر من جديد بسبب قلة التلوث مرة أخرى.
وعلى مستوى المياه أيضًا نجد أن تقليل النشاط التجاري والسياحي ساهم في تعافي الشعب المرجانية في هاوي، فضلا عن أن القنوات المائية في مدينة فنيسيا الإيطالية أصبحت نظيفة بطريقة غير مسبوقة في العصر الحديث، حيث عادت الأسماك والكائنات البحرية أثناء إغلاق المدينة وابتعاد الناس عن الشوارع.
وبذلك يثبت أن كوكب الأرض هو المستفيد الأول من هذا الفيروس، ونأمل أن ينتهي انتشاره قريبا وتعود حياتنا إلى طبيعتها ولكن بشكل يحافظ على أرضنا من جديد.