انطواء الطفل.. الأسباب وكيفية التعامل معه
انطواء الطفل تعتبر مشكلة كبيرة إذا قمت بملاحظة بعض الأعراض فيرجع ذلك إلي العديد من الأسباب النفسية والاجتماعية سواء كان داخل أو خارج الأسرة لذا فاليكي أبرز تلك الأسباب مع بعض الطرق لمعالجتها، فلا تقلق أبدا، فبالرغم من أن الانطوائية عند معظم الأطفال تكون بطبيعة شخصيتهم.
إلا أن هناك أطفال يكتسبون هذه الصفة من خلال تأثرهم بالعوامل المحيطة بهم، سواء كانت عوامل خارجية من الأشخاص الغريبين، مثل كثرة الإنتقادات التي قد يواجهونها، أو التنمر الذي قد يتعرضون له، أو التبويخ، وغيرها من العوامل، أو يمكن أن يكون سبب الانطوائية عوامل أسرية لم ينتبه لها الأب والأم، وتأثر بها الطفل بشكل غير مباشر، وسواء كانت الانطوائية طبيعية، أم نتيجة لتأثر الطفل بعدة عوامل.
يمكن معالجة هذه المشكلة والتعامل معها بطرق بسيطة، وتربوية، تكسب الطفل الراحة، وتعوده على التعامل مع الآخرين بأرياحية، ولكن لكي تتعرفوا أعزائي الآباء على هذه الطرق وتحديدها، فلابد من التعرف أولا على العوامل التي تسبب انطواء طفلك.
الأسباب المسببة انطواء الطفل
مما لاشك فيه أنه هناك أسباب ودوافع تجعل الطفل يتصرف كما يبدو لنا عليه، فهذه الأسباب كفيلة للتحكم بتصرفاته، وسلوكياته، والتحكم في أدائه، لذلك فمن المؤكد أن هناك أسباب أكسبت طفلك سلوك الانطوائية.
-
العوامل أو الأسباب الخارجية
- يمكن أن يكون الآخرين الغرباء هم السبب في التأثير على الطفل، وجعله انطوائي وكارها للحياة الاجتماعية، وذلك يكون بسبب الانتقادات التي ينتقدونه بها باستمرار، فذلك يشكل حاجز نفسي لدى الطفل ويقلل الثقة بنفسه، ويقلل من قدرته على مواجهة العالم، والبيئة المحيطة به، هذا ما يجعله يفضل الابتعاد عن العالم والبيئة الصغيرة المحطة به، والانغلاق على نفسه، وتفضيل العزلة لعدم سماع هذه الانتقادات والتوبيخ المستمر من الآخرين.
- كذلك أيضا التنمر، فالتنمر يسبب العديد من العوامل السلبية على نفسية الطفل، ويأذيه، ويقلل جدا من ثقته بنفسه، وهذه من أخطر الأسباب التي تجعل الطفل يخاف ويتوتر من الانخراط في العلاقات الإجتماعية، وتكوين أصدقاء، والتعامل مع الأشخاص الكبار، والأطفال أيضا الذين في عمره، ويجعله يواجه صعوبة كبيرة جدا في الردود، وفي الدفاع عن نفسه، ويجعله غير راضي عن نفسه، فيجد العزلة والوحدة حلا مناسبا له، فيبدأ باكتساب صفة الانطوائية تدرجيا حتى يصبح منغلق تماما على نفسه.
- المدرسين والمعلمين أيضا يشكلون عامل كبير وسبب من أسباب الانطوائية عن الطفل، لأن المعلم من اسمه يعلم الطفل الكثير من السلوكيات التي تهمه في حياته، وهو بديل للوالدين في المجتمع الدراسي للطفل، لذلك فإن كان المعلم كثير الانتقادات للطفل، ولا يستطيع تهيئة جو تعليمي مناسب له، وقليل الاهتمام بالأطفال، وبالتصرفات التي تحدث بينهم، فسيكون سبب كبير جدا من أسباب انطوائية الطفل، وكرهه للمجتمع الدراسي، ولأصدقائه المحيطين به في هذا المجتمع الصغير الخاص به.
-
العوامل أو الأسباب الأسرية وراء انطواء الطفل
- غياب الحنان والحب من الوالدين أحيانا يشكل عامل سلبي كبير على نفسية الطفل، فالمعاملة السيئة، والانتقادات الصادرة بشكل مستمر من الآباء، تجعل الأطفال بعيدين عن الأهل، مما يجعلهم يفقدون الثقة والمعاملة معهم، وكذلك يخافون من التعامل مع الآخرين.
- على العكس أيضا، الخوف الزائد والمبالغ فيه من الوالدين على أطفالهم يجعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم، مما يجعلهم يتربون ويتعودون على ذلك إلى أن يكبروا، وصعوبة التعامل مع العالم الخارجي، وهذا ما يجعلهم يبتعدون عن المجتمع الخارجي، لشعورهم بالخجل الزاد والمبالغ فيه، ويجدون أنفسهم متعلقين فقط بالوالدين، ومن ثم ينغلقون فقط على أنفسهم وعلى والديهم.
- وكذلك هناك أساليب خاطئية في تربية الأطفال، تجعلهم انطوائيين في الكبر، كمثلا التدليل المبالغ فيه والزائد عن الحد، وعدم تعويد الطفل على تحمل عواقب الأخطاء التي تصدر منه، فذلك يجعلهم غير قادرين على تحمل المسئولية فيما بعد، مما يعرضهم لانتقادات وكره من المجتمع، وهذا سيجعلهم بعيدين عن المجتمع منغلقين على أنفسهم فيما بعد.
طرق وأساليب صحيحة للتعامل مع انطواء الطفل
- من أهم ما يجب أن يبدأ به كل أب وأم قبل معاملة أطفالهم الذين يعانون من هذه المشكلة، هي التقبل، فيجب على الوالدين تقبل أبنائهم على ما هم عليه.
- التأكد دائما من أنهم يجدون الراحة والاستمتاع في قضاء بعض الوقت بمفردهم، والمحاولة في قضاء وقت معهم بعد الانتهاء من أنطتهم.
- قم دائنا بتشجيع طفلك على القيام بالأعمال الإيجابية، وقم بمدحه دائما فهذه الخطوة ستزيد من ثقته بنفسه لدرجة كبيرة جدا.
- استأذن من طفلك بالجلوس معه لبعض الوقت، ولا تقم أبدا بالضغط عليه وتوبيخه لأنه لا يجلس في التجمعات العائلية.
- حاول أن تعرض عليه المساعدة في بعض الأنشطة التي يقوم بأدائها بمفرده، وإذا رفض فقط قم بعرض بعض النصائح التي يمكن تساعده في القيام بهذه الأعمال.
- وفر له قدر كبير من الحب والحنان، لكي يكسب الثقة الكاملة اتجاهك، ويرتاح لك، وهذا من شأنه أن يجعله أن يتحدث معك في أموره.
- لا تضغط على طفلك للخروج في الأماكن المفتوحة، أو للزيارات، وحاولي ابعاده عن القلق الزائد والتوتر، ليكتسب طاقات إيجابية.
- حاول أن تعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه، فهذا من شأنه أن يجعله قادر على التعامل مع الآخرين.
- لا تقم أبدا بإحراج الطفل أمام الآخرين، بل بهذه الطريقة ستعمل على زيادة المشكلة لدى الطفل.
- وتجنب التحدث عن الصفات السلبية الخاصة بطفلك أمام الآخرين، فهذا سيعظل غلى التسبب في أزمات نفسية للطفل.