حكمت أبو زيد ما بين أول وزيرة مصرية وخائنة للوطن

حكمت أبو زيد , خلقت بعض السيدات للدفاع عن حقوق المرأة والمساهمة في النهوض بمستواها في كافة نواحي الحياة، وحفظ التاريخ كافة إنجازات تلك السيدات، ومن بينهم تأتي السيدة حكمت أبو زيد، ومن الضروري الإشادة بدورها العظيم في حياة كل امرأة سواء مصرية أو عربية.

– نشأة حكمت أبو زيد :

حكمت أبو زيد، ولدت بقرية بالقوصية محافظة أسيوط، تلقت تعليمها الإبتدائي والإعدادي في بندر ديروط، فكانت تسافر يوميًا من قريتها إلى هناك لتتلقي دروسها، ثم سافرت بعد ذلك للحصول على الشهادة الثانوية بمدرسة حلوان الثانوية، ومكثت في جمعية بنات الأشراف التي قامت بانشأها
نبوية موسى، حيث لم يكن وقتها ما يعرف بالمدن الجامعية.
لكن تم فصلها من المدرسة نتيجة تزعمها لثورة داخل المدرسة ضد الإنجليز، ثم انتقلت إلى مدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية لاستكمال مرحلة تعلميها الثانوي، وبعد ذلك إنتقلت إلى جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، والتحقت بكلية الأداب قسم التاريخ، ثم نالت دبلوم التربية العالي من وزارة التعليم في 1944، ثم ماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا في 1950، وبعد ذلك دكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا في 1955.

– انجازات حكمت أبو زيد :

بعد عودتها إلى مصر تم تعيينها في جامعة عين شمس كلية البنات، ثم تولت منصب وزيرة الشئون الاجتماعية وذلك في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر، وبعد هذا المنصب أصبحت أول إمرأة مصرية تتولى منصب وزير، وثاني امراة في الوطن العربي، حيث تعد الدكتورة العراقية نزيهة الدليمي أول وزيرة في الوطن العربي.
بعد توليها لمنصب الوزيرة، أصبحت الوزارة تهتم بشئون المجتمع والاسرة، وتقديم الأنشطة والاحتياجات لكافة القرى والنجوع، وقامت بالعديد من المشروعات ومنها :
* مشروع الأسر المنتجة.
* مشروع الرائدات الريفيات.
* مشروع النهوض بالمرأة الريفية.
بالإضافة إلى أنها ساهمت في تطوير الجمعيات الأهلية، حيث ووضع قانون 64، والذي يعتبر أول قانون ينظم الجمعيات الأهلية.
قام بتكليفها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تقديم العناية الكاملة لأهالي الجنود وتقديم إليهم الرعاية الإجتماعية وذلك بعد هزيمة 1967.
ونظرًا لثقة الرئيس جمال عبد الناصر بها أعطاها مسؤلية الإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضهم للغرق،
بالإضافة إلى أنها حرصت على نقل البيوت النوبية كما كانت، لذا أطلق عليها الرئيس جمال عبد الناصر قلب الثورة الرحيم.
وبعد وفاته عادت للتدريس داخل جامعة القاهرة، حيث قامت بتعليم الاجتماع الريفي والحضري ونقل تجربتها الميدانية.
وبتلك الانجازات ساعدت على إتاحت الفرص للمرأة العربية بتولي المناصب القيادية.

– نشوب خلاف بينها وبين الرئيس أنور السادات :

رفضت حكمت أبو زيد بشدة اتفافية السلام في عهد الرئيس أنور السادات، ومن ثم اتهمت بالخيانة وعدم الانتماء لوطنها،
وذلك نتيجة معارضتها لتلك المعاهدة والتعبير عن رأيها، وسُحبت منها الجنسية المصرية مع مصادرة جميع ممتلكاتها، وتم نفيها إلى ليبيا
بعد مصادرة جواز سافرها المصري، فأصبحت من اللاجئين السياسين، واستمر هذا الوضع لمدة عشرين عامًا.
حتى قامت المحكمة العليا بالقاهرة بإصدار قرار بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، ومنحها الجنسية المصرية مرة آخرى، وذلك في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك.
وتوفيت في 30 يوليو 2011.

اضف تعليق