قصر الزعفران.. قصة تحفة معمارية بُنيت في عهد الخديوي إسماعيل
رنا عامر
قصر الزعفران تحفه معماريه بُنيت في عهد الخديوي إسماعيل، وتمتع بجمال المنظر ودقة البناء وروعة تصميم، ومن ثم تحول إلى مبنى إداري يقع في حرم جامعة عين شمس الرئيسي بمنطقة العباسية.
قصة قصر الزعفران
صمم قصر الزعفران في عام 1870 في عصر الخديوي إسماعيل في حي العباسية، على الطراز الأوروبي.
بُني قصر الزعفران على طريقة قصر فرساي في فرنسا، وجمع بين طرازين وهما الطراز القوطي وطراز الباروك وهما من أهم الطرز المعمارية التي كانت تستعمل في “القرن 19”.
وأمر الخديوي إسماعيل حينها، بتصميم شكل تاجه الخاص على بوابة القصر الحديدية ومداخل القاعات والغرف، ونقش الأحرف الأولى من اسمه على مدخل القصر.
وأهدى الخديوي القصر لولدته خوشيار هانم بعد إصابتها بمرض العضال لتقيم فيه عندما نصحها الأطباء بالهواء الناقي.
قصة تسميه القصر باسم الزعفران
أمر الخديوي إسماعيل بزراعة 100فدان من نبات الزعفران ذو الرائحة الذكية في حديقة القصر.
وصف قصر الزعفران من الداخل
يتكون القصر من طابقين رئيسيين، إلى جانب قبو خصص لخدمات القصر من مطابخ، ومغاسل، ومخازن، وطابق ثالث خصص لإقامة أفراد الحاشية والخدم.
ويضم الطابق الأول مجموعة من الأعمدة من الرخام الأخضر والأصفر بتيجان مذهبة، وذات الطراز اليوناني الروماني.
وكان الطابق الأول يضم القاعة الرئيسية إلى اليسار من باب الدخول وإلى جوارها قاعتان كبيرتان أخرتان، وتقع حجرة المائدة إلى اليمين وهي تسع نحو 49 شخصا، والطابق مخصص لاستقبال الضيوف.
يحتوي الطابق الثاني للقصر على ثماني غرف للنوم، كل غرفة بها صالون وحمام كبير، مصنوع من الرخام، وتظهر القاعة الرئيسية من جهة اليسار عند الدخول من الباب المصنوع من الزجاج المعشق، وإلى جوارها قاعتان للاستقبال.
إلى جانب طابق تحت الأرض، يضم المطابخ والمغاسل، تصل إليه من خلال سلم البهو الكبير المصنوع من النحاس والمغطى بطبقة مذهبة، وهو سلم ذو طرفين يرتفع بمستوى طابقي القصر، والذي يكاد يكون السلم الوحيد في مصر الذي يضم هذه الكمية من النحاس.
وتعد الأسقف الملونة بلون زرقة السماء أهم ما يميز حجرات الطابق الثاني، ويقال إن المعماري نفذها على هذا النحو لأن الخديوي إسماعيل كان يحب أن ينظر إلى السماء، وهو مستلق على ظهره قبل النوم، وفقًا للورقة البحثية.
سوء أوضاع القصر أثناء عهد الخديوي توفيق
أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر طلب الخديوي توفيق من جدتة خوشيار هانم إخلاء القصر لاعتباره جزء من البلد التي نشروا فيها الظلم، لإقامة الضباط الإنجليزي به بعد إقامتهم فيه لمدة 5سنوات من الخراب.
مكانة قصر الزعفران
شهد القصر العديد من الأحداث التاريخية الساخنة التي مرت على مصر خلال تلك الفترة، مثل دخول الإنجليز إلى البلاد، وتوقيع معاهدة عام 1936 الشهيرة بحضور زعيم الأمة المصرية مصطفى النحاس باشا، عندما تفاوض مع المندوب السامى البريطانى “مايلز مبسون” لورد كيلرن حيث تم التوقيع بالأحرف الأولى لأسمائهم، وما زالت المنضدة التي تم توقيع تلك المعاهدة عليها موجودة في مكانها بصالون القاعة الرئيسية وحولها طاقم من الكراسي المذهبة.
وفي 29 ديسمبر عام 1985 تم تسجيل قصر الزعفران ضمن الآثار الإسلامية، باعتباره أثرًا تاريخيًا شهد وقائع تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
القصر الآن به مقر الإدارة الرئيسي لجامعة عين شمس لكنه لايزال يحتفظ بطرازه المعماري المميز.