أغرب جاسوس تخفي في العالم.. مالا تعرف عن البرص ذو الذيل الورقي
منة هاني
يعد البرص ورقي الذيل فصيلة من فصائل الزواحف ويسمى بورقي أو مفلطح الذيل كما أن له أسماء أخرى مثل: أبو بريص، الوزغ أو الوزغ الشيطاني، الشفاشح.
يعتبر جنس سحالي من الحرشفيات وفصيلة الوزغية، وله عائلة كبيرة تضم أكثر من 700 نوع مختلف يتنوع في أحجامه وألوانه وحتى صفاته، كما أن جسمه نحيل، وكبير الرأس، وذو الساقين قويين، والصغار منه لديهم عدة صفوف من الأسنان الصغيرة في أفواههم ويتميز بجلده، يمكن أن يكون باللون البني، التان، المحمر، والزيتون الأخضر أو الأسود، وهو من الحيوانات الصغيرة الغير قادرة على العيش في بيئة صاخبة، ولديه القدرة على البقاء في المناطق الجليدية ذات الماء البارد، ويعيش عادة في التيارات بطيئة التدفق.
لقب بأغرب جاسوس في العالم وذلك لقدرته على التخفي ويستخدم طريقة التخفي من أعدائه نهارا، وللحصول على وجبات طعام مساء، ولا تتوقف براعته عند ذلك الحد بل يعد ذو الذيل الورقي من أغرب الأبراص التي توجد في جزيرة مدغشقر، وتتميز بذيلها المسطح الذي يبدو كما لو كان ورقة شجر.
تبدو طريقة التخفي في هذة الصورة مدهشة ولكن على الرغم من ذلك الإ أن هناك طريقة أغرب منها تستخدمها بعض الأنواع الأخرى منه، فحين تشعر هذه الأنواع بالخطر تقوم بفصل ذيلها عن جسدها ويظل الذيل يتلوى ويلفت انتباه العدو ويهرب البرص بجسده سريعا، ولا يمثل ذلك أي مشكلة لأن ذيله سينمو مجددا سريعا وأحيانا ينمو له ذيلان أو ثلاثة ويكون شكله غريبا للغاية وقتها.
استغرب الكثير كيف استطاع المصوران ملاحظته وهو بهذا التمويه المدهش والجدير بأنها ملاحظة بارعة من المصوران جريحوري وماري بيث المتخصصان في الحياة البرية بينما كانا يقومان بجولة في أحد الحدائق البرية في مدغشقر ويقولا أنهما استطاعا ملاحظته عندما حرك رأسه وشعرا حينها بأن الشجرة دبت فيها الروح.
يحرص البعض منا على قتله بمجرد رؤيته ولكن من المختلف وجود أخرون يقومون بتربيته كهواية وأخرون تحولت لديهم الهواية إلى تجارة بسبب زيادة الطلب عليه في التصدير لأغراض البحث العلمي، ويتراوح سعره من جنيه واحد إلى 40 ألف جنيه وأنواعه متعددة إلا أن البرص الأصفر البطن الطلب عليه أكثر وذلك لأغراض علمية ويصل سعره إلى 10 دولارات، هناك أشخاص يستخدمونه كطعام للزواحف والثعابين، ويتم تصديره دول أوروبا وآسيا ويتم تجهيز الشحنة من حيث التغليف الجيد بعد الاتفاق مع المورد.
لا يستطيع برص المنازل التخفي بهذا الشكل المدهش مثل ورقي الذيل، ومن المعلومات الخاطئة المنتشرة بيننا أن البرص المنزلي المتواجد في غالبية المنازل سام أو يرش الطعام بالسم فهذه معلومات خاطئة ولا يوجد منه ضرر حتى في حالة عض الإنسان، ويتغلب على مشكلة الجاذبية لأنه يستطيع أن يمشي على الحائط مقلوبا وذلك السر يكمن في أقدامه حيث توجد شعيرات صغيرة للغاية يصل عددها لعدة آلاف في القدم الواحدة وما أن تلامس هذه الشعيرات والأهداب الحائط حتى تنشأ قوة تجاذب ساكنة بين الحائط وتلك الأهداب نتيجة مايسمى “قوى فاندر فالز”. تصل هذة القوة لأكثر من 100 ضعف وزن البرص ومايجعله يلتصق بقوة في الحائط دون أن يسقط.
أوضح أن التزاوج للأبراص له مواعيد مختلفة فبعد أربعة أسابيع من التزاوج تضع الأنثى البيض وبعد شهرين يقفس البيض وعلى حسب كل نوع يكون عدد البيض ويصل إلى النضج في سن 8:9 سنوات، ويتم التزاوج في مصر في فصل الصيف، وذو عمر طويل حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة مابين 15:20 سنة في البرية، ولديه فتحة فم واسعة في انتظار الفريسة عندما تأتي بالقرب منه يستعد في الاستيلاء عليها في غمضة عين، وحتى دون تحريك جسمه، ويعتمد النظام الغذائي لورقي الذيل على العمر حيث يتناول الصغار الطحالب، والنباتات المائية، إما الكبار يتغذوا على اللافقاريات الصغيرة مثل: الحشرات.
قيل في الموروث العراقي الشعبي عدة قصص عنه غاية في الغرابة ومن بينها أن امرأة كانت تغتسل في الحمام وكان يراقبها رجلا فحوله الله (عز وجل) إلى برص لدناءته، وهذا الاعتقاد بقي صامدا حتى يومنا هذا ومن الغريب أنهم اعتبروه حيوان مشاكس يراقب عورات النساء.
لم يخلق الله (عز وجل) كائن حي دون سبب وربما هذا البرص هو وظيفته قتل الحشرات المؤذية حيث يمتلك القدرة على بلع البعوض بسرعة هائلة وهي تنقل الأمراض وحكتها مؤلمة، فالفائدة منه أكثر من الضرر بل لا يوجد ضرر له ويستطيع أن يصمد من الوقت بلا طعام ويتحمل العطش وذلك لمدة شهور وهذا سر يكمن في ذيله.
أثبت المهندس أحمد صابر خلاف مهندس مكافحة الآفات من خلال بحثه أن توجد أنواع قليلة من الأبراص في نيوزيلندا تلد صغارا حية ولا تبيض، وكما أوضح أن بعض الأنواع تلد دون الحاجة إلى ذكور فتتنتج بيضا مخصبا وفي هذه الحالة تكون مماثلة للأم، وبعض الأنواع تتمكن الأنثى من إنتاج بيض غير مخصب وفي هذه الحالة تكون الصغار عقيمة.