الحاكم بأمر الله.. يمنع الملوخية ويدعي الألوهية
إسراء فريد
الحاكم بأمر الله هو سادس حكام الدولة الفاطمية، تميز حكمه بإصدار قوانين شاذة، كتحريمة أكل الملوخية، وأمر الناس بأن يعملوا ليلًا، ويسترحوا نهارًا، وكان سفاكا للدماء بصورة غير مبررة فهدم الكنائس وأجبر النصارى على دخول الحمامات بالأجراس لتميزهم عن المسلمين.
ومن المؤسف أن الأقباط عانوا الكثير في ولاية الحاكم بأمر الله أثناء العصر الفاطمي، فقد حرم بيع الرطب وجمع منه شيئا عظيما فأحرقه ومنع بيع العنب وأباد الكروم وذلك حتى لا يستخدمه المسيحين في التناول، وأمر المسيحين بتعليق صليب ثقيل الوزن في رقابهم حتى يشعروا بالألم، وبعد فترة من توليه الحكم أمر بهدم كنيسة القيامة وبهدم كنائس مصر.
وأصدار أوامر مشددة بإبطال استخدام اللغة القبطية في التعامل الشعبي نهائيا فأصدر الأوامر المشددة بإبطال التكلم أو التلفظ باللغة القبطية فى الشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن العامة، ومعاقبة كل من يتكلم بها بقطع لسانه، كما أمر بأن تقطع لسان كل سيدة تتكلم مع أولادها باللغة القبطية ولم تمضي مائة سنة من هذا العهد حتى اختفت اللغة القبطية من القرى وظلت كلمات غير مفهومة يصلى بها القداس الذي ترجم إلى العربية حتى يستطيع الأقباط الصلاة إلى ربهم.
ويقول ساوير بن المقفع، المؤرخ القبطي، في كتابه «تاريخ الأقباط» أنه نمى وكبر وصار كالأسد يزأر ويطلب فريسة وأصبح محبا لسفك الدماء وفاق الأسد الضاري، وقتل من خالف أوامره فكانوا 18 ألف إنسان، وقطع أيادي الكثير من الناس وأول من قتل هو أستاذه برجوان الذي رباه وسبب غدره على معلمه أنه كان يسميه في صغره (الوزغة).
كما أدعى الألوهية ومعرفته بالغيب، وهناك مخطوط اسمه «رسائل الحاكم بأمر الله والقائمين بدعوته» تبين ما يدعيه الحاكم من صفات الألوهية.
وجد في إحدى الليالي سنة 411 هـجريا مقتولا في ناحية من جبل المقطم وقيل إنه لم يعثر على جثته وإنما وجدت ملابسه ملوثة بالدم، ويقال إن أخته ست الملك كلفت القائد حسين بن دواس زعيم قبيلة كتامة بقتله فقتله ثم قتلت ابن دواس وقتلت معه من علم بسر القتل، ثم أبدت الحزن على أخيها وجلست للعزاء.